المهباش: الإدارة الذاتية الحل الأمثل للأزمة السورية ومستمرون رغم الصعوبات

أكد الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، عبد حامد المهباش، أن الإدارة الذاتية تؤكد على الحوار والتفاوض بين السوريين وتضعه أساساً لحل الأزمة السورية, لافتاً أنه بالرغم من الصعوبات والتحديات نستمر بتقديم الخدمات لشعبنا.

خلال احتفالية الذكرى الرابعة لتأسيس الإدارة الذاتية ألقى الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ،عبد حامد المهباش، كلمة تطرق من خلالها على أهم الإنجازات التي حققتها الإدارة الذاتية والصعوبات والتحديات التي واجهت الإدارة منذ تأسيسها.

وشارك في الاحتفالية الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وأعضاء الإدارات المدنية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، وأعضاء من الأحزاب السياسية، وقوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية، وعدد من شيوخ ووجهاء العشائر، ووالدة الشهيد فرهاد شبلي، والرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية. 

وبدأت الاحتفالية بالوقوف دقيقة صمت إجلالاَ لأرواح الشهداء، قدمت بعدها الفرقة النحاسية عرض موسيقي، تلاها كلمة من قبل الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا باللغتين العربية والكردية من قبل عبد حامد المهباش، بيريفان خالد.

وخلال الاحتفالية بالذكرى الرابعة لتأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ألقى الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عبد حامد المهباش كلمة تطرق من خلالها إلى الإنجازات التي حققتها الإدارة الذاتية في المنطقة بعد تأسيسها.

واستهل المهباش "أربع سنوات مضت على تأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، من فترة التأسيس إلى رحلة البناء والنمو والتطور والعطاء، قادها مناضلون حقيقيون، بحسٍ عالٍ من المسؤولية، وشعور بالفخر والاعتزاز والانتماء الوطني، اتجاه قضية بلدنا وشعبنا في شمال وشرق سوريا، بكل مكوناته وآثنياته وأديانه".

وأشار "ولا ننسى أن تشكيل الإدارة الذاتية، كان من أهم مخرجات المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطية الذي انعقد بتاريخ 16/7/2018 في مدينه الطبقة".

وبيّن المهباش "نحتفل اليوم بالذكرى السنوية الرابعة لتأسيس الإدارة الذاتية، التي سطرت ورسخت وغرست اسمها بأحرفٍ من ذهب، في أذهان السوريين الشرفاء، وأصبحت رقماً صعباً في معادلة الحسابات السورية".

ولفت في حديثه "رغم الصعوبات والتحديات التي واجهتها انطلاقاً من نبل غايتها وعظمة أهدافها، ضمن المتاح من الموارد والإمكانات لتكون نظاماً مؤسساتياً مسؤولاً، يعبر عن طموحات وتطلعات الشعب في شمال وشرق سوريا، وأصبحت اليوم نظاماً سياسياً وإدارياً وعسكرياً، يحاكي أنظمة عمرها عشرات السنين".

 وأكمل المهباش "تأسست هذه الإدارة، عندما تخلى النظام في سوريا عن واجباته في حماية الشعب السوري في هذه المناطق، وانسحب وترك هذه المنطقة تواجه مصيرها أمام التنظيمات الإرهابية المتطرفة، كالنصرة وداعش وغيرها، فدافع عنها أهلها وبناتها وأبنائها، من كل المكونات السورية في هذه المنطقة، وقدموا التضحيات الجسام ثمناً لأجل تحريرها وحمايتها والحفاظ عليها، وعلى هويتها وثقافاتها وأصالتها السورية".

وبّين المهباش "تأسست هذه الإدارة، عندما أصر النظام على عدم النزول إلى مستوى رغبات وطموحات الشعب السوري الثائر، المطالب بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية".

رغم ضعف الإمكانيات استطعنا النهوض

وقال المهباش "استطاعت الإدارة الذاتية منذ بداية تأسيسها وحتى يومنا هذا، تقديم الكثير من الخدمات للشعب في شمال وشرق سوريا وفي كافة المجالات، الخدمية و الصحية و الزراعية و التعليمية، والدعم الإنساني والإغاثي للنازحين في المخيمات أو خارجها".

وأضاف "رغم قلة و ضعف الإمكانات المادية للإدارة، ورغم انهيار وتدمير كافة البنى التحتية للمرافق العامة، نتيجة الحرب على الإرهاب، و نتيجة ما خربه و دمره الإرهاب عن سابق عمدٍ و قصدٍ، ضمن سياسة ممنهجة للتخريب، إلا أن الإدارة استطاعت من خلال مؤسساتها المعنية، إعادة إعمار ما دمره الإرهاب ضمن إمكاناتها المتاحة".

وأكمل المهباش "فقد تم إعادة إعمار و تشغيل منظومات الطاقة و السدود و الاتصالات، و إعادة إعمار القطاع الصحي، حيث يوجد اليوم أكثر من /23/ مشفى عام، و /79/ مشفى خاص، و /126/ مستوصفاً صحياً، تقدم الخدمات الصحية المجانية للناس، و توزع الأدوية مجاناً أيضاً، و/1822/ صيدلية، و /20/ محطة و معملاً للأوكسجين، و مخبر PCR  الخاص بمرضى الكوفيد، و مشفى القلب و العين النوعي الذي يقدم الخدمات مجاناً للشعب".

وتابع المهباش "وكذلك إعادة إعمار وتفعيل البنى التحتية للقطاع الزراعي، وصوامع ومطاحن ومشاريع الري، والوحدات الإرشادية الزراعية، حيث يوجد أكثر من 50 وحدة إرشادية وتفعيل مؤسستي إكثار البذور والبحوث العلمية الزراعية، وكذلك شراء كافة المحاصيل الزراعية من الإخوة الفلاحين، وتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي".

وأضاف "إعادة إعمار محطات مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي، والحدائق والبلديات والمراكز الخدمية، ومجابل الإسفلت، حيث يوجد اليوم / 132  /  بلدية، و /  47  /   مركزاً خدمياً، و / 10  / مجابل للإسفلت، بالإضافة إلى مشروع هام وحيوي واستراتيجي، وهو إشادة مصفاة البيتومين، لخدمة وتعبيد شبكات الطرق ضمن مناطق الإدارة الذاتية".

وأشار "اليوم لدينا الكثير من المعامل، كمعمل الزيوت و معمل الغزل و معمل النسيج و صباغة الأقمشة، ومعامل الاجبان والألبان، ومعمل الكرتون، و معمل السماد العضوي، و معاصر الزيتون ومعامل الأعلاف ومجففات الذرة الصفراء، لتحقيق الاكتفاء الذاتي".

إعادة تفعيل الواقع التربوي 

وبّين المهباش "عملت الإدارة الذاتية على إعادة إعمار المدارس، حيث بلغ عدد المدارس المفعلة /4797/ مدرسة، ويعلم فيها /42187 / معلم ومعلمة، و يتعلم فيها/ 860728 / طالب وطالبة، وبلغ عدد المدارس التي تم إعادة اعمارها، بعد تعرضها للتفجير والقصف أثناء عمليات التحرير، /380 / مدرسة من أصل ،/ 728 / أي أن المتبقي /348 / مدرسة، تحتاج إلى إعادة الاعمار والترميم، وكل ذلك  بجهود هيئة التربية والتعليم، واهتماماً من الإدارة بالتعليم العالي، فقد تم ايضاً بناء الجامعات الثلاث جامعة، روج آفا و جامعة كوباني و جامعة الشرق في الرقة حيث يتعلم فيها اليوم حوالي /1560/ طالب وطالبة، و بمختلف الاختصاصات العلمية و الأدبية، و يعلم فيها حوالي /400/ مدرس و مدرسة".

وأكد المهباش "الإنجازات كثيرة، فقد ذكرنا البعض منها على سبيل المثال لا الحصر، وكل ذلك استطاعت الإدارة تحقيقه، من خلال كوادرها البشرية والعاملين فيها، من مسؤولين وموظفين في كافة المستويات، ومن كلا الجنسين المرأة والرجل، وقد أثبتت المرأة بانها شريكٌ فاعلٌ في عملية التأسيس والبناء والتطوير الإداري". 

صعوبات وتحديات تواجه الإدارة الذاتية

وقال المهباش "إلا أن الإدارة الذاتية عانت وما زالت تعاني، وتواجه الكثير من الصعوبات والتحديات الداخلية والخارجية، كضعف الإمكانات المادية اللازمة لتقديم الخدمات للشعب بالمستوى المطلوب، وكذلك التحديات الأمنية ومحاولة ضرب الأمن والاستقرار، بسبب الخلايا النائمة سواء منها التابعة لداعش ومشغليها أو التابعة لأجندات أخرى؛ كذلك الأعداد الكبيرة للنازحين في المخيمات وخارجها، واحتياجاتهم الإنسانية، الذين هجرهم الاحتلال أو الذين نزحوا من مناطق الداخل السوري".

وأضاف "كذلك الأعباء التي تتحملها الإدارة، نتيجة وجود الألاف من سجناء داعش وعوائلهم في مناطقنا، مع غياب دور المجتمع الدولي في هذا المجال، والتداعيات السلبية لانتشار وباء كورونا، سياسة الحصار وإغلاق المعابر الإنسانية، كمعبر اليعربية (تل كوجر)، الذي فاقم إغلاقه الأزمة الإنسانية، وحرم النازحين والمهجرين والمحتاجين، من الدعم الإنساني ووصول المساعدات الى مستحقيها".

ولفت "وكذلك ممارسات المرتزقة والأتراك، في قطع مياه الفرات ومحطة علوك عن الشعب في شمال وشرق سوريا، بشكل يتنافى مع الاتفاقات والأعراف الدولية والإنسانية، والتهديدات والاعتداءات التركية الدائمة والمستمرة، على مناطق الإدارة الذاتية ولاسيما التصعيد الأخير، والاستهداف الممنهج بالمسيرات لأعضاء الإدارة الذاتية ومسؤوليها، والمدنيين والأطفال، وقلة الدعم الإنساني المقدم من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية".

وأكد المهباش "بالرغم من كل هذه التحديات والصعوبات التي تواجهنا، لدينا العزيمة والإصرار والثبات، لمتابعة تقديم الخدمات لأهلنا وشعبنا في شمال وشرق سوريا".

عام 2022 مليء بالإنجازات 

وأكمل "إن العام 2022 كان عاماً مهماً ومميزاً في حياة الإدارة الذاتية، ونقلة نوعية نحو المستقبل، فقد قطعنا شوطاً مهماً في عملية المأسسة والحوكمة، والبناء والتطوير الإداري والمؤسساتي، وهذا ليس بالأمر السهل، بالمقارنة مع فترة التأسيس وعمر الإدارة الذاتية".

وأكد "وفي هذا المجال، تم إنجاز العديد من القوانين التي تحوكم العمل الإداري والاقتصادي والمالي، فبلغ عدد القوانين التي تم إعدادها والمصادقة عليها من المجلس التشريعي العام، / 31 / قانوناً، كما تم اصدار العديد من القرارات والتعاميم والضوابط الإدارية، التي تكمل القوانين، وهناك سلةٌ من القوانين قيد الإنجاز".

وأضاف "وتعمل الإدارة اليوم لاستكمال إنجاز العقد الاجتماعي على مستوى شمال وشرق سوريا، ليكفل حقوق كافة المكونات، وليضمن المشاركة الحقيقية والفعالة في مؤسسات الإدارة، بكل شفافية ووضوح، ثم الوصول إلى الانتخابات، ليختار الشعب بكل شفافية من يمثله في  الإدارة".

الخطط المستقبلية

وأوضح المهباش "نخطط ونعمل وفق رؤية مدروسة من قبل هيئه المالية، بالتعاون مع كافة الجهات المعنية، لزيادة الإيرادات وترشيد الانفاق العام، لدعم الموازنة الاستثمارية لتنفيذ أكبر قدر ممكن من المشاريع، في كافة القطاعات الصحية والخدمية والتعليمية والاقتصادية والزراعية، وسننجز المشاريع وفق خطة مدروسة، حسب الأولويات المرسومة من قبل إدارة التخطيط ومكاتبها في الإدارات الذاتية والمدنية، وذلك من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والنمو المستدام في مناطق الإدارة الذاتية". 

وأشار "نركز على التأهيل والتدريب، لتطوير كفاءة العاملين في الإدارة، ونعتمد مبدأ الرقابة والمتابعة، من خلال الأجهزة الرقابية للحد من الفساد، ولضمان نجاح الخطط في إنجاز المشاريع بكافة أنواعها، الإدارية والخدمية والاقتصادية".

وأردف المهباش "إن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، كانت ومازالت ترى الحوار والتفاوض بين السوريين، أساساً ومنطلقاً لحل الازمة السورية، التي طالت وخسرت سوريا كثيراً بسبب ذلك،  فالتعنت  والاستكبار والعسكرة التي يصر عليها بعض الأطراف أثبتت فشلها وعقمها".

ودعا المهباش "ندعو و من هذا المنبر، كافة السوريين الشرفاء وكافة القوى والتيارات السياسية والوطنية، غير المرتبطة بأجندات خارجية، ان يحكموا لغة العقل، للبحث عن مخرجٍ وطنيٍ آمن لحل الأزمة السورية، للحفاظ على سيادة بلدنا و سوريتنا، ومنعاً للتقسيم الحاصل اليوم على الجغرافيا السورية، وإعادة المهجرين واللاجئين والنازحين إلى مدنهم وبلداتهم قراهم".

مشروع الإدارة الذاتية لكل السوريين 

وأكد المهباش "سوريا لكل السوريين ولنحقق طموحهم لأن تكون سوريا دولة ديمقراطية تعددية لا مركزية، و نفكر جميعاً بعقلٍ وطنيٍ جامع، لإعادة الأراضي المحتلة إلى السيادة السورية، بدءاً من عفرين إلى إدلب وجرابلس وإعزاز والباب، و تل أبيض و رأس العين و إعادة أهلها إليها".

وأوضح المهباش "إن مشروع الإدارة الذاتية لم يكن يوماً مشروعاً انفصالياً أبداً، بل مشروعاً سياسياً سورياً وطنياً ديمقراطياً لكل السوريين، فالشعب السوري بكل مكوناته هو شعب واحد، والسيادة السورية خطٌ أحمر بالنسبة لنا، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب".

واستذكر المهباش في ختام حديثه "نحتفل اليوم بالذكرى الرابعة لتأسيس الإدارة الذاتية، وكان معنا شركاء من الأحبة والزملاء والزميلات، فقدناهم ولم يشاركونا اليوم فرحتنا، ولكني أجزم بأنهم فرحين اليوم، وهم في أضرحتهم ومزاراتهم،  الشهيد فرهاد ديريك، والأخ رياض الهفل، والمهندس محمد أحمد، والسيدة سلوى السيد، رحمة الله عليهم جميعاً، ولن ننساكم أبداً، وسنتابع ونكمل المشوار الذي بدأناه معاً".

وتستمر فعالية الاحتفال بالذكرى السنوية الرابعة لتأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عبر إلقاء الكلمة ومن المقرر أن يتم إلقاء العديد من الكلمات باسم قسد، ومسد، ومن قبل الضيوف المشاركين بالاحتفالية.